ضحية KaU عضو جديد
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 27/07/2007
| موضوع: معامل التحاليل الطبية خطرها على العاملين والصحة العامة الأربعاء أغسطس 01, 2007 4:52 am | |
| [/url] نظراً للتوسع الملحوظ في الخدمات الطبية وانتشار مختبرات التحاليل الطبية كمعامل مستقلة بذاتها أو ضمن العيادات الطبية المتخصصة أو مصحات الإيواء، وبسبب هذا العدد الكبير تصعب ملاءمة مراقبة تلك المختبرات من حيث جودة المكان (صلاحيته ليكون معملا) جودة التجهيزات (دقة العمل والنتائج) وفوق كل ذلك - وهو ما يهمنا هنا - ما هي درجة السلامة والأمان للعاملين بتلك المعامل وللأفراد المحيطين بهم وللبيئة بصفة عامة. تعتبر المختبرات الطبية وبالأخص معامل الأحياء الدقيقة ((Microbiology Laboratories المصدر الكبير للعدوى بمختلف أنواع الميكروبات الممرضة والتي قد تصيب إما العاملين بالمختبر وذلك في حالة عدم التعامل السليم والإهمال للعينات القادمة لهم أو قد تصيب المحيطين بهم من أفراد وأسر. خلال العقود الماضية كانت هناك عدة حوادث إصابات بأمراض مثل الكوليرا والتيفويد والحمى المتموجة (brucellosis) والكزاز (tetanus) ربطت بالمختبرات الطبية بالمستشفيات أو بمراكز الأبحاث في مجال الميكروبات (Laboratory-Acquired infection)، فأول تلك الدراسات، دراسة أجريت سنة 1941 في الولايات الأمريكية تم حصر 74 حالة إصابة بمرض الحمى المتموجة (brucellosis) كانت بسبب المختبرات عن طريق عدم التعامل السليم مع عينات المرضى عند استلامها أو الإهمال وعدم أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع مزارع تلك العينات إما عن طريق استنشاق غبار ملوث بميكروب الحمى المتموجة من تلك العينات أو الملامسة أو ضعف التقنية المتاحة في التعامل مع مثل هذا الميكروب الخطير والسريع الانتشار . ودراسة أخرى سنة 1949 ذكرت وجود 222 حالة إصابة بمرض فيروسي كانت بسبب معامل تحاليل وأبحاث منها 21 حالة كانت قاتلة وكان معظمها بسبب عدم التعامل السليم مع الأنسجة أو الحيوانات المصابة . وتوالت بعد ذلك دراسات أكثر تعمقاً وشمولية ربطت بين بعض الحالات المرضية ومعامل الأحياء الدقيقة، منها عدة دراسات قام بها باحثون على فترات زمنية مختلفة (1949-1976) شملت3921 حالة مرضية كان المختبر السبب في حدوثها، منها حالات مرض السل، الحمى المتموجة، والتيفويد والتهابات تليف الكبد والدماغ وبالأخص مرض التهاب الدماغ الفنزويلي 20% , (Venezuelan encephalitis) من تلك الحالات فيها طريقة التعرض للميكروب معروفة وأدت إلى الإصابة أما الباقي فيعتقد أن المسبب كان التعرض بالاستنشاق المباشر بحكم تعامل المصابين مع عينات المواد المعدية المسببة لتلك الأمراض .
وفي سنة 1967 تم الكشف عن 428 حالة إصابة بفيروسات بسبب المعامل من مجموعة فيروسات(Arboviruses) و هذه المجموعة تضم عدة فيروسات ممرضة تنتقل للإنسان عن طريق الحشرات ( (arthropod-borne virusesتشمل فيروسات الحمى الصفراء (yellow fever) وفيروسات التهاب الدماغ بأنواعها المختلفة (encephalitis)، معظمها كان بسبب التعرض لبخار أو غبار أو بقايا صغيرة جداً متطايرة من عينات قادمة للمعامل للتشخيص (Exposure to infectious aerosols) الإصابات الفطرية أيضاً ذكرت في عدة دراسات وكانت معظمها بسبب أخطاء بشرية من العاملين بالمختبرات البحثية منها تناثر قطرات من مزارع فطرية على العيون وخدش وحقن مواد ملوثة عبر الجلد بفطريات ممرضة مثل (Sporothrix schenckii) أو إصابات الجهاز التنفسي بسبب تناثر العفن الطبي
(Blastomyces dermatitidis) و (Histoplasma capsulatum)
اللامبالاة كانت السبب وراء إصابة خمسة أشخاص بمرض التهاب السحايا وذلك عندما حُضر مستحلب من الميكروب (Neisseria meningitidis) خارج حجرة العزل (safety cabinet) وكان ذلك قبل سبعة أيام من ظهور أعراض المرض . والإصابات المعملية الطفيلية ( (Laboratory-acquired parasitic infectionsلم تكن استثناء من ذلك وخاصة بالدول النامية، وفي دراسة أخرى تمت مناقشة 164 حالة إصابة طفيلية للعاملين بمجال المختبرات الطبية ، من حيث الأسباب التي أدت إلى ذلك. إصابات شملت أمراض طفيليات مثل
(Leishmaniasis, malaria, toxoplamosis, trypanosomosis)فكانت نسبة الإصابة نتيجة حوادث عارضة وأخطاء في التعامل مع العينات 64% (105 حالة) والباقي كان نتيجة إصابات بمواد حادة ملوثة مثل الإبر وغيرها بسبب عدم الحرص والدقة المعملية العملية للمشتغلين.(poor laboratory practices التعامل اليومي على مدى ثماني ساعات مع سوائل وأنسجة ودماء مرضى ملوثة (hazardous agents) يجعل من هذه الوظيفة الأكثر خطورة مهنية وأكثر تعرضاً للأمراض. الأخصائيون والفنيون وطاقم التمريض المساعد والعاملون في معامل ومختبرات التحاليل الطبية هم الأكثر عرضة للإصابات بمرض السل بخمس مرات أكثر من الوظائف الأخرى كما جاء في دراسة بريطانية شملت 21 ألف عامل في مجال المختبرات وكذلك الحال بالنسبة لأمراض مثل الالتهابات المعوية والتهابات الكبد الفيروسي البائي والجيمي التي تعتبر من أكثر إصابات العمل بهذا المجال .
دراسة عن الإصابات المهنية بفيروس الإيدز (occupationally acquired HIV infections) للعاملين بمجال الصحة شملت معظم بلدان العالم ذكرت أن العاملين بمعامل التحاليل الطبية ثاني مهنة بعد التمريض في عدد الإصابات بفيروس الإيدز بنسبة 21% وذلك بسبب تعرضهم لجرعات كبيرة من الفيروس بواسطة أخطاء عند الحقن والتعامل مع عينات المرضى وبالمقارنة مع عدد الأبحاث التي تؤكد تلك الإصابات، لم يتم إثبات وبصورة نهائية وقاطعة وجود خطورة وتحديد لسلامة الأفراد المحيطين وأسرهم والبيئة من قبل العاملين بالمختبرات الطبية والبحثية، حيث قام باحث بمركز الوقاية والتحكم بالأمراض بالولايات المتحدة بدراسة 109 شخص بالمعامل أصيبوا خلال العمل في الفترة من سنة 1949 إلى 1973 فلم يتم إثبات أي حالة عدوى ثانية (secondary cases) للأسر أو الأفراد المحيطين بهم، مع أن دراسات أخرى توالت أكدت غير ذلك وأثبتت حدوث ثلاث حالات عدوى ثانية بمرض الجدري سنة 1973 و1978بسبب المعامل ، وإصابة ستة عاملين بمغسلة عامة بمرض الحمى (Q fever) بسبب تنظيف ملابس أحد الأخصائيين (Rickettsiologist) بمختبر كان يتعامل مع ميكروب الركتاسيا المسبب لهذا المرض . الخبراء يؤكدون ان حوالي 90% من حوادث الإصابات خلال العمل بالمختبر ناتجة من الأخطاء البشرية التي من الممكن تفاديها وأن 10% فقط هي بسبب أخطاء تجهيزات وآلات معملية. هناك عدة طرق يدخل بها الميكروب لجسم العاملين بالمختبرات في حالة حدوث تلك الأخطاء البشرية أولها وأخطرها عبر الوخز بالإبر أو جرح الجلد بمواد حادة مثل المشارط أو بقايا زجاج مكسور ملوث وثانياً عبر الأغشية المخاطية ثم الاستنشاق وأخيراً البلع، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تسجل سنوياً ما يقارب من 800-7500 إصابة وخز إبر للعاملين في معامل التحاليل بالمستشفيات ينتج عنها حوالي 2-15 إصابة بفيروس التهاب الكبد البائي والحالة أسوأ بالنسبة لفيروسات الكبد الجيمي. بالإضافة للإصابة داخل المعمل هناك إمكانية الإصابة بالعدوى الميكروبية خارج المعمل عند تعرض الأفراد للمخلفات الطبية الخطرة من تلك المختبرات وذلك بسبب الإهمال وعدم التخلص السليم منها. ففي آواخر الثمانينات ازداد الوعي على مستوى العالم بمخاطر ما يعرف بالمخلفات الطبية وازدادت الدراسات للبحث عن طرق سليمة آمنه للتخلص من تلك النفايات لسلامة العاملين بالمرافق الصحية والأفراد المحيطين والبيئة بصفة عامة لما قد تسببه من أضرار وأوبئة سريعة الانتشار.
مخلفات المختبرات الطبية الخطرة (Biohazardous Laboratory wastes) متنوعة منها الصلبة والحادة مثل الإبر والحقن والمشارط الملوثة ومنها السائلة مثل الدم والبول وسوائل الجسم الأخرى (السائل المنوي، البصاق، سائل الحبل الشوكي وغيرها)، وأنسجة وأعضاء بشرية أخذت حلال العمليات لإجراء الفحوصات الباثولوجية عليها، مخلفات المزارع البكتيرية، مخلفات المنتجات البكتيرية والفيروسية والفطيرات من مواد استخدمت لنقل أو زرع أو الكشف عنها، مخلفات الأجهزة والمعدات وأخيراً المواد التي على اتصال مباشر بالعينات مثل القفازات البلاستيكية، مناديل الورق وغيرها. الاحتياطات الواجب اتخاذها:
جعل المختبر مكاناً آمناً ليس صعباً، فقط هناك عدة أمور يجب على العاملين الأخذ بها لسلامتهم وسلامة أسرهم وسلامة البيئة المحيطة بهم منها على سبيل المثال:
يجب على العاملين بالمختبرات الطبية الإلمام بالتخصص (وبالأخص معامل الأحياء الدقيقة)، وذلك لمعرفة المتخصص بالسلامة المهنية المعملية وكيفية التعامل مع العينات الطبية.
المهارة مطلوبة عند التعامل مع العينات الخطيرة فعدم الدراية والمعرفة بالناحية العملية العلمية (poor practices) لدى المشتغل بالمختبر يضعه والعاملين معه والمكان في خطرالإصابة بالأمراض. التعامل السليم والحذر عند استلام كل عينة مريض والحرص على وضعها في المكان المخصص لها والتعامل معها بوعي ودراية وحذر شديد تفادياً لأضرارها.
العقلانية وعدم التسرع عند التعامل أو إجراء التحاليل لعينات المرضى والابتعاد عن كل ما يشوش الذهن والتركيز حينها.
اختيار المكان المناسب لإنشاء معمل، فالمختبر يحتاج إلى عدة أمور منها التهوية، الإضاءة، منافذ الخروج، وتصريف صحي وغيرها.
فصل أقسام المختبر أي لا يجوز دمج كل التخصصات في حجرة واحدة، أي معمل خاص بالأحياء الدقيقة ومعمل خاص بالكيمياء السريرية ومعمل خاص بالدم وهكذا.
ضرورة وجود بعض التقنيات الخاصة عند التعامل مع العينات كوجود غرف خاصة مزودة بآلات شفط الهواء ومعزولة عن بقية المعمل للتعامل مع العينات الأكثر خطورة والتي من الممكن انتقالها عبر الهواء ( (airborne pathogenمثل العينات المتوقع وجود ميكروبات مرض السل بها، ويمنع منعاً باتاً دخول غير المختصين إليها.
التخلص السليم من المخلفات الطبية الناتجة خلال العمل من بقايا عينات وحقن وإبر ملوثة بالطرق السليمة من تصنيف ونقل والتخلص منها بدون التسبب في أضرار للبيئة والأفراد العاملين والمحيطين بهم. معالجة بعض المخلفات الطبية قبل إلقائها ونقلها للمكب ليتم التقليل من خطورتها باستخدام طرق التطهير بالمواد الكيميائية بكميات مدروسة والتعقيم بواسطة الحرارة والضغط وغيرها.
ضرورة وجود جهة ذات سلطة قانونية يمكن لها الاستعانة بمختبر مرجعي لمراقبة معامل التحاليل من حيث السلامة المهنية للأفراد العاملين والمحيطين والبيئة.
تثقيف العاملين في مجال المختبرات الطبية بطرق الوقاية والسلامة المعملية وكيفية التعامل مع العينات حسب درجة خطورة تلك المواد وكيفية التعامل مع التجهيزات المعملية كالمواد الحادة وغيرها. الشيء المتعارف عليه بين الباحثين في هذا المجال أنه من الصعب تحديد وحصر عدد حالات الإصابات بسبب معامل الأحياء الدقيقة في حالة الإصابة المهنية للعاملين (occupational exposure) داخل المعمل أو للأشخاص المحيطين بهم ويرجع ذلك لانعدام وجود لوائح وإجراءات تنظم مثل هذه الإصابات وتحصرها، لأن كمية المعلومات التي لدينا بخصوص العدوى المكتسبة من المعامل داخل الجماهيرية قليلة | |
|